الإجراءات وأدوات التسيير لصناديق كابيك

محاربة الفقر:

تعتبر جهود محاربة الفقر من الأهداف الأساسية للحكومة وتتطلب أنشطة لترقية التشغيل من خلال تنشيط النسيج الاقتصادي الوطني وهو ما يفرض كذلك صعوبات تنمية المبادرات الخاصة بغية دفع النمو الاقتصادي الذي يمكن وحده من خلق أنشطة منتجة ولذا على المقاولات الصغيرة والمتوسطة أن تلعب دورا أساسيا في هذا المجال.

وبما أن الولوج إلى الرساميل من الشروط التي لابد من تلبيتها لتمكين تطوير الأنشطة الاقتصادية ومن الحلول المقترحة لهذه القضايا تشجيع الميكانيزمات الهيكلية العاملة بصفة مستمرة من أجل تمويل العمليات الاقتصادية الصغيرة على مستوى القطاع غير المصنف والشرائح الأقل حظا من السكان.

وعلى أساس هذه الرؤية رأى البنك المركزي الموريتاني أنه من المناسب أن يطلب مساعدة فنية من مجموعة DID (التنمية الدولية للحدائق اوالصناديق الشعبية للادخار والقرض الكندية) لوضع برنامج لتمويل المشاريع الصغيرة وقرض للقطاع غير المصنف من أجل المساهمة بصفة فعالة في محاربة الفقر وإنشاء بروكابيك.

وهكذا تأسست وكالة ترقية الصناديق الشعبية للادخار والقرض في شهر مارس سنة 1997 بموجب الأمر رقم 001/00-97 من محافظ البنك المركزي الموريتاني ويوكل إليها بمهمة وضع نظام تعاوني يقوم على شبكة الصناديق الشعبية المحلية للادخار والقرض (CAPEC) على كافة امتداد التراب الوطني.

والشعار الذي تتبناه هذه الصناديق هو: "حمل الأعضاء على الادخار بصفة منظمة والاقتراض بحكمة والتسديد بأمانة" وهذا الشعار يلخص ويترجم فلسفة الشبكة.

والهدف الرئيس لبرنامج بروكابيك يقدم لاثنتين من اهتمامات السلطات العمومية:

- سد العجز في الخدمات المالية المحلية من أجل تسهيل عملية الولوج إلى القرض.

- دعم التمويلات الصغيرة والمبادرات الصغيرة المتوسطة لتشجيع التشغيل الدائر وهذا الهدف المزدوج خصوصصية شبكات التعاون ولكن بالنسبة لوكالة بروكابيك هذه الخصوصية تتضاعف برؤية أكثر دقة تدور حول ثمان محاور:

- توفير الادخار لتمكين السكان المستهدفين على الولوج إلى القرض

- دعم المبادرات الصغيرة لخلق أنشطة مدرة للدخل

- تقديم الدعم الفني والمالي للصناديق الشعبية للادخار والقرض

- تطوير الأدوات والمنتوجات بغية انتشار انشطة القرض في ظروف آمنة وجيدة.

- احترام إجراءات النظم التشريعية

- تنظيم إعادة تمويل صناديق القرض والادخار

- إعداد برنامج للتكوين لتحسين وسط الصناديق وتسيير المبادرات الصغيرة.

-

2- بنية وتنظيم بروكابيك

الأمر المنشيء للوكالة يؤكد أن ربوكابيك يتكون من مصالح وأقسام تحت سلطة مدير وطني بدوره تحت إشراف لجنة للتوجيه (المادة 3) رئاستها تابعة للبنك المركزي الموريتانية (المادة 4).

إن إجراءات مذكرة التوجيه بتاريخ 6 يونيو 2001 الموضحة لصيغة تسيير الشبكة الداعمة لصناديق القرض والادخار من أجل أن تكون هذه الأخيرة أداة فعالة للتضامن الاجتماعي من خلال توزيع القروض وتوفير الادخار.

2-1 بنية بروكابيك:

تتكون لجنة التوجيه (البنية المشرفة على بروكابيك) من ممثلين للبنك المركزي الموريتاني من بينهما الرئيس وممثل عن القطاع المعني بمجاربة الفقر: وزارة التشغيل والدمج والتكوين المهني وآخر عن شؤون المرأة.

إن لجنة التوجيه تتولى ثلاث مسؤوليات أولها المصادقة على خطة التنفيذ فيما يتعلق بدعم انتشار صناديق القرض والادخار وخطط العمل والميزانيات السنوية والمصادقة على قيام هذه الخطة وأخيرا السهر على احترام التوجهات الكبرى المعدة على المستوى الوطني في مجال التمويلات الصغيرة لتسهيل الولوج إلى القروض البديلة.

البنية الإدارية:

تعتبر البنية الإدارية للوكالة هرما قائما على أربع مستويات

- الإدارة العامة

- المصالح

- القطاعات

- الأقسام

-

الإدارة العامة

وتتكون من المدير الوطني وديوانه: الكتابة الملحقون المستشارون

المصالح العاملة:

عددها 8 وعددها قابل للزيادة حسب المتطلبات المهنية

- مصلحة التحسيس والاتصال

- مصلحة العمال والتكوين

- مصلحة القرض

- مصلحة التفتيش والرقابة

- مصلحة المحاسبة والمالية

- مصلحة المعلوماتية

- مصلحة الشؤون القانونية والإدارية

- مصلحة التحصيل

- مركز تمويل المقاولات الصغيرة

- الإدارة الجهوية بنواذيبو

مراحل إنشاء صندوق (كابيك)

إن مسلسل إنشاء وقيام صندوق شعبي للقرض والادخار يتطلب جملة من الإجراءات تدور حول ثلاث مراحل:

- دراسة الوسط

يستجيب إنشاء كابيك (البنية الأساسية للشبكة) لعدة متطلبات من بنيها تشخيص ميداني للمنطقة ودراسة جدوى فنية ومادية (دراسة الوسط) ثم التشكيل والانطلاقة وخلال المدة ما قبل الإنشاء يوضع برنامج للتحسيس لشرح وإقناع مختلف مكونات السكان (الأعضاء السلطات المحلية والشخصيات المدنية والدينية وأهل الاقتصاد).

3-2 التحسيس:

بعد إنجاز دراسة الوسط للمنطقة المستهدفة تقوم الوكالة بحملة تحسيس مدتها تتراوح ما بين 1 إلى 3 أشهر حسب الظروف المثبطة والمشجعة (قانون العرض والطلب) وتشمل أنشطة التحسيس الاتصال بالسلطات الإدارية للمنطقة المعنية وتنظيم اجتماعات ومهرجانات لشرح دور ووظيفة الصناديق ثم حملة شرح في الأحياء وزيارة القطاعات الحيوية المهمة (الورشات، المحلات التجارية الخ)..

التشكيل، الهيئات، التجهيز

تختتم مرحلة التحسيس (التي تسبق الإنشاء) بانعقاد جمعية عامة تصادق على الإجراءات الهيكلية (النظام الأساسي، النظام الداخلي، سياسة القرض، الميثاق) ثم انتخاب أعضاء مختلف الهيئات الإدارية: مجلس الإدارة 5 أعضاء مجلس للرقابة 3 أعضاء ولجنة للقرض 3 أعضاء.

ويقام بتجهيز الأماكن المحددة في دراسة الوسط على أساس شكل موحد ومحدد سلفا وهو رمز يساهم في التلاحم والتناغم بين مكونات الشبكة وفي هذه المرحلة يبدأ اكتتاب وتكوين العمال على هذه المهنة والمنتخبون على دورهم ومسؤولياتهم وعلى مباديء العمل التعاوني.

تقوم مصالح الوكالة بإعداد برنامج للتدخل والتأطير لصالح الصندوق على أساس المعلومات المتوفرة لضمان خدمات الدعم لكل صندوق على حدة وتتوزع هذه الخدمات على مستويين المهام الدائمة للوكالة المتمثلة في المتابعة المنتظمة، الرقابة، المحاسبة والمالية، تكوين العمال، تسيير السيولة، التحصيل، منح ومتابعة خطوط القرض ثم المهام الظرفية: سياسة القرض والرقابة والتفتيش.

التنظيم والتسيير:

إن الصندوق الشعبي للادخار والقرض هيئة ديمقراطية تسير من طرف ومن أجل أعضائها والانتساب لها حر وطوعي ويخضع لقواعد الواداديات القائم على مبدإ صوت لكل عضو.

مهام صندوق (كابيك):

يعرف صندوق كابيك بأنه تجمع من الأشخاص يتمتع بشخصية معنوية لاتهدف للربح رأس مالها متغير مؤسس على مباديء الاتحاد المتمثلة في التضامن والتعاون هدفها الأساس تجميع الادخار على شكل ودائع المنتسبين لتقدم لهم قروض (المادة 1 من القانون رقم 008-98) تضمن كابيك لأعضائها الاستشارة في إعداد المشاريع ودراسة جدوائيتها وتضع تحت تصرف الفاعلين التمويلات المناسبة وتساعدهم في إنجاز المشاريع وتضمن متابعتها وتقيم انعكاس هذه المشاريع ومساهمتها في الحد من آثار الفقر.

وتقوم بالتحصيل وتهتم بالنزاعات المالية وفي إطار الجهود الرامية إلى الحد من ظاهرة الفقر توفر كل المعلومات الضرورية مثل الأداء والمجموعات المستهدفة.

إن أعضاء صندوق كابيك هم أشخاص اعتباريون (تعاونيات، وحدات تمويل صغيرة، مبادرات صغيرة ومتوسطة) أو أشخاص ماديون (أفراد، أسر) لايستطيعون الحصول على القروض الاعتيادية لأسباب تتعلق بدخولهم المتواضعة وانعدام الضمانات.

الهيئات الإدارية لكابيك:

إن الجمعية العامة هي الهيئة المخولة اتخاذ القرارات ويحضر خلا دوراتها كافة الأعضاء الذين يتمتعون بحق متساو في المشاركة والتدخل والانتخاب وخلال الجمعية العامة ينتخب المسؤولون الذين يتحملون أعباء الإدارة من خلال هيئاتها الثلاث مجلس الإدارة ولجنة القرض ولجنة الرقابة.

وهؤلاء المنتخبون يسهرون على تسيير نزيه لشؤون الصندوق وعليهم أن يطلعوا الجمعية العامة عن تسييرهم.

الإجراءات وأدوات التسيير لصناديق كابيك:

تعقد الجمعية العامة اجتماعا سنويا بعد اختتام السنة المالية لكابيك وذلك للمصادقة على تقرير الأنشطة للسنة الفارطة والتدقيق والمصادقة على حسابات السنة الماضية وإعطاء براءة لأعضاء هيئات التسيير وتعيين مفوض للحسابات لملاحظة شرعية ومدى موافقة الدفاتر المحاسبة ولمباديء المحاسبة وتدقيق صدقية اللوائح المحاسبية.

إجراءات الانتساب إلى كابيك:

ويشترط في الحصول على الخدمات أن يعبر شخص طواعية عن رغبته في الانتساب بمبلغ 2000 موزعة كما يلي:

- 1000 قابلة للاسترداد عندما ينسحب العضو 1000 حق الانتساب

علاقة بروكابيك - كابيك:

علاوة على الادخار المجمع تناقش الوكالة خطوط القرض مع مختلف الممولين وفق حاجات السيولة للانشطة المبرمجة والأهداف المنشودة.

وتسير وكالة بروكابيك مختلف خطوط القرض وفائض لسيولة خزينة الصناديق الشعبية للقرض والادخار كابيك وتقوم بتوزيعها بين الصناديق وفق مسطرة قائمة على الديناميكية وقدرة الاستيعاب وفرص تقديم القروض والعلاقات الأخرى تخص:

- متابعة الأنشطة

- التكوين

- التفتيش والرقابة

- الأنشطة والتطور 2007-1997

- التطور وأداء الشبكة

وقد توصلت شبكة بروكابيك وصناديقها7 3 إلى النتائج التالية:

- 16 صناديق في نواكشوط عرفات، لكصر، الميناء، دار النعيم، توجنين، السبخة، تفرغ زينه، الرياض وشاطيء الصيادين.

- 4 صناديق بنواذيبو/

- 11 في عواصم الولاية الأخرى بمعدل صندوق بعاصمة الولاية

- 6 صناديق في المقاطعات التالية: بوتلميت، مقطع لحجار، كرو، الطينطان، تنبدغه وبوغي.

- قرابة 4 مليارات أوقية من الودائع

- 80000 عضو على كافة امتداد التراب الوطني

- وقد بلغت القروض المقدمة في الفترة المذكورة ما يقارب 7 مليارات

- وما يقارب2 .2 مليار أوقية هي ديون جارية في الوقت الراهن

- وبلغت نسبة تحصيل الديون 97%

- لا توجد ديون خارجية وكل القروض تم تسديدها بنسبة 100%

وتتكون المصادر البشرية من:

- - 330 مسؤول منتخبا متطوعا

- 500 ما بين إطار وعامل.

تقدير الأداء:

إن تحليل مختلف العوامل تعد أساس التجربة وذلك وفقا للملاحظات التالية:

أ‌- إن إقامة هيئات ذات طابع تعاوني تقدم الخدمات المالية المحلية القائمة على التوفير والقرض بغية منح المستفيدين فرص تنمية أنشطة اقتصادية يعد استجابة لحاجة حقيقية لدى الأشخاص الذين لايستطيعون الحصول على تسهيلات من النظام المصرفي وخاصة في المناطق المستهدفة من قبل وكالة ابروكابيك.

ب‌- الخيار الاستراتيجي المشجع لإقامة تعاونيات للادخار والقرض لضمان فرص أكثر لولوج خدمات الادخار والقرض.

ج - إن إقامة هيئات تستهدف من جهة الوسط الحضري والريفي ومن جهة أخرى الأشخاص والمبادرات الصغيرة والمتوسطة الضرورية لتمويل الأنشطة.

د - أن المصادقة على تأطير للهيئات الوليدة يعتبر عملا مهما ومبررا، في هذه الظرفية، وأن الأنشطة التنموية في هذا المجال مساهمة بشكل فعال في ترقية تجربة الصناديق الشعبية للادخار والقرض، ويجدر أن نعيد النظر في دور الوكالة من أجل ضمان استمرارية هيئاتها والتكوين الوسطي في المجال المالي.

إن اختيار الخدمات المقدمة في مجال الادخار والقرض مسألة مهمة وان التطور والحاجات المتجددة تتطلب نوعا من التنظيم الدقيق وإدخال الخدمات المتجددة.

البرنامج وانعكاسه:

وإن الفوائد والانعكاسات لكثيرة يمكن تتبعها على مستوى المستفيدين والمدن والولايات وعلى السياسات الوطنية.

على مستوى المستفيدين فان الانعكاسات والامتيازات تتجسد في وجود هيئات تمكن من وجود أعضاء وكذا التمرن على تسيير تعاونيات وترقية الممارسة الديمقراطية والتزود بالمعلومات والثقة في النفس واستغلال الفرص الاقتصادية، وهذا من شأنه أن يساهم في تنمية المبادرات الصغيرة والتشغيل بالحصول على دخول تمكن من تحسين الظروف المعيشية للسكان.

وقد مكنت وكالة ابروكابيك من خلال صناديقها لكافة أعضائها:

- تأمين أموالها بفضل منتوج الادخار

- القيام بأنشطة اقتصادية من خلال القروض المقدمة بشروط مقبولة.

- وساهمت زيادة الصناديق بشكل فعال في خلق منتوج مالي محلي مما وفر مزيدا من فرص العمل ودمج الشباب (الأولاد - البنات) والنساء في دورة الإنتاج.

وعلى مستوى الوكالة والسياسات الوطنية فان الفوائد والانعكاسات تتمثل في:

- توفر متزايد في الأدوات والذي يترجم بحق السياسات الوطنية للترقية الاقتصادية.

- وفرة متزايدة في المعلومات الأساسية لدعم جهود محاربة الفقر.

وعلى مستوى المدن والولايات تتمثل الانعكاسات في:

- توفر الهيئات الاقتصادية

- شريحة مهمة من السكان النشطاء

- استغلال الأنشطة الاقتصادية

- الحد من مستوى الفقر

نقاط القوة والضعف في التجربة والهيئات القائمة

نقاط القوة والفرص

- الإرادة السياسية للحكومة في تأطير ومرافقة وكالة ابروكابيك

- خيار وضع هيئات ذات طابع تعاوني مسير من طرف الأعضاء لتلبية الحاجات الاجتماعية الاقتصادية.

- التدخل في الوسط الحضري والريفي وعروض عدة لأشخاص نشطين في عدة قطاعات نشطة.

- وضع هيئات تسيير ورقابة حسب الخطة المقررة في الإطار التشريعي.

- وجود إطار تنظيمي لكل صندوق

- تحضير العنصر الفني غير القائم

- الرغبة المعبر عنها من طرف الأعضاء بغية الحصول على القروض والاستفادة من خدمات الادخار والخدمات الأخرى.

- وجود أدوات دعم تسييرية جيدة

- استعداد أشخاص قياديين منحدرين من مختلف فئات المجتمع المدني.

- الإرادة والرغبة لدى الشركاء الخارجيين والوطنيين في دعم قطاع التمويلات الصغيرة وتجربة كابيك.

نقاط الضعف:

- الإطار المؤسسي والنصوص غير الملائمة

- الأمية وعدم استيعاب للأدوار والمسؤوليات لدى أعضاء الهيئات

- الكلفة العالية لأنشطة التحسيس ورهان توفير الادخار وتوظيف القرض.

- ضعف مستوى تحسيس المستفيدين حول أنشطة أخرى

- تخلي الدولة أو وقف دعمها

- الضعف النسبي لنسب تسرب الصناديق في الوسط الريفي.

- غياب سياسة وطنية خاصة للتوفير والقرض

- عدم تقبل نسب الربح نظرا لاعتبارات دينية.

- الصورة السلبية الناتجة عن تسييس الإجراءات

- ضعف نفاذ المستفيدين من القرض في مجالات التكوين الفني وخاصة فيما يتعلق بالتسيير

- الدعم الفني المركز أساسا على التأطير مما يقلل من مواكبة الجهود الملائمة للصناديق من طرف الأعضاء

- بطء نسبة التقدم في مجال المعلوماتية على مستوى شبكة.

رسملة:

إن برنامج بروز تعاونيات للادخار والقرض في موريتانيا بروكابيك يهدف إلى:

مساهمة في محاربة الفقر والتغلب على احتكار النظام المصرفي لتمكين الأسر والمقاولين الصغار على كافة امتداد التراب الوطني من الوصول إلى الخدمات المالية وتشجيع الادخار المحلي بغية انسيابه في القطاع المالي الغير المصنف.

الأمر 001/ GR/ في 24 مايو 1997

وخلال الفترة المرجعية فقد تم إنجاز عدة أنشطة تجعل البرنامج قابلا للتطور نحو صيغة تنظيم متقدمة ومن أجل البقاء والتحدي على بروكابيك أن تبدأ مرحلة تحول على المستوى المؤسسي ومجالات تدخله.

وفي الحالة الراهنة فيبدو أن بروكابيك قد وصلت مدى نموها وأمامه اليوم، خياران متنقضان:

- تحول مؤسسي يخلق صندوقا لتمويل المبادرات الصغيرة والمتوسطة بشكل هيئة مالية ناتجة عن اتحاد الصناديق

- استقلالية نهائية للصناديق

ومن البديهي اليوم أن قيام هيئات مالية يعتبر عنصرا لاغنى عنه لتحريك المصادر المالية وان وضع نظام لشبكة لتسيير حركة النقد الوطنية وتجميع وإعادة توزيع الادخار الداخلي من شأنه أن يضع تحت تصرف السكان منتوجا ماليا محليا لاغنى عنه.

الآفاق والدوام:

ولتقديم خدمة دائمة لابد من الخروج من منطق "مشروع" لايتوفر على نظام قانوني هذه النظم عليها أن تستعيد توازنها المالي وتستقر بنيتها القانونية وأيضا ضمان بقائها كمؤسسة من خلال توازن بين السلطات بما فيها الدولة والعمال والأعضاء والهيئات المنتخبة.

إن وكالة بروكابيك تزاول منذ إنشائها دور وصلاحيات هيئة مالية بمعنى إجراءات المواد 16-35 من القانون 008/98 والأمر رقم 97/GR/001 يحدد ويرفع وكالة ابروكابيك إلى مستوى هيئة مالية ومن ناحية المحتوى فان إجراءات المادة 2 والمادة 35 التي تحدد صلاحيات الهيئة المالية.

ومن ناحية الشكل فان الوكالة تمارس مهامها كهيئة مالية من خلال خطوط القرض والإشراف والتمثيل والتكوين والمتابعة والرقابة للصناديق.

وهناك احتمالان قائمان

- تحويل وكالة بروكابيك إلى هيئة مالية تطبيقا لإجراءات الفقرة 3 من المادة 35

- خلق هيئة مالية مابين وكالة ابروكابيك وصناديق كابيك المنشأة على أساس المادتين 25،26 وفي الاحتمال الأول فان التحول يتم بأمر من محافظ البنك المركزي الموريتاني وتحويل لجنة الإشراف إلى مجلس إدارة، وفي الاحتمال الثاني فان وكالة ابروكابيك وصناديق كابيك تنشيء هيئة مالية على أساس المادتين 25،26 وإجراءات الاحتمال تتوزع على ثلاث مراحل:

1- إعداد النظام الداخلي للهيئة المالية

2- تحويل لجنة التوجيه إلى مجلس إدارة

3- إنشاء هيئة موحدة للمستفيدين تمثل الصناديق

4- الرأسمال الاجتماعي مقدم من طرف الدولة بنسبة حصتها

5- تتنازل الدولة بعد 7 سنوات عن رأسمالها لصالح الصناديق.

الدروس والعلاقات:

نلخص عدة ملاحظات حول الصناديق الشعبية للادخار والقرض بصفة عامة وعلى وكالة ابروكبيك بصفة خاصة.

إن الصناديق تتلاءم بصفة جديدة وظروف الوسط والمحيط والظرفية الاجتماعية والاقتصادية للسكان المستهدفين لسهولة انتسابهم.

- تقدم منتوجا وخدمات متنوعة وملائمة لحاجات السكان الفقراء بصفة عامة وأصحاب المبادرات الصغيرة والمتوسطة.

- لاتزال الصناديق ضعيفة ولم تصل بعد مستوى النضج الذي يمكنها من الاستقلالية.

- لاتزال في حاجة ماسة إلى التحديث والدعم الفني والمالي لضمان إنسياب عمليات الادخار والقرض:

إن المعوقات المسجلة رغم الأداء الحسن يقود إلى مراجعة مقاربة "التنمية الهيكلية القطاعية" لنصوص بروكابيك الهادفة (من خلال تحويل الوكالة إلى هيئة مالية) إلى تعزيز وتأمين الادخار وتحسين نوعية المصادر البشرية ووضع الأسس الصحيحة للصناديق لتمكين السكان الأقل حظا والمحدودي الدخل من الاستفادة من خدمات مالية جيدة.

سعيا إلى جعل الهيئة المالية غير مؤسسة على هامش النظام المالي الشامل ولكنها جزء لايتجزأ من هذا النظام ومع ذلك فتظل المقاربة القطاعية جوهر تنمية وكالة بروكابيك.

وعليه فإن هذه المقاربة تشجع من خلال أهدافها التلاقي بين التمويلات الصغيرة والتنمية على المستويات الثلاث التالية:

- ولوج الفقراء والأسر ذات الدخل المحدود للخدمات المالية

- إنشاء هيئات تمويل صغيرة

- دمج IMF المبادرات في النظام المالي العام

إن وكالة بروكابيك الهيئة المالية عليها (بدعم فني من شركائها الاستراتيجيين) أن تقدم حلولا شافية لقضايا وأهداف أهمها:

- تركيز أنشطة صناديق الشبكة حول الزبناء وتبني استراتيجية تقديم منتوج وخدمات مالية تتلاءم وحاجيات الأعضاء والزبناء.

- جعل الوحدات القاعدية التي هي الصناديق وحدات تسيير تشرف على مؤسسات في خدمة الأعضاء والزبناء على حد سواء.

- تزويد الوحدات القاعدية بالوسائل والأدوات لتمكينها من أن تصبح مبادرات حقيقية وتأمين عملياتها وتسيير مصادرها البشرية والمادية والمالية.

- تعزيز قدرات الشبكة لتمكينها من تأمين عمليات الادخار والقرض بشكل سليم.

- تنمية ثقافة الأداء الجيد ودعم الركائز المالية للصناديق وإعادة تنظيم الأدوار والمسؤوليات في مجال التسيير المالي.

- تعزيز الرقابة المالية للشبكة.

وهذا من شأنه أن يمكن الهيئة المالية أن تعرض منتوجها وخدماتها المالية لولوج سوق الرساميل والخدمات المصرفية لتصبح مستقلة في أفق 2012م

هذه الاستراتيجية التي هي مبادرة وطنية تشرك عدة فاعلين هي كذلك فرصة لوكالة ابروكابيك، وتثبت أن الوعي لدى الفاعلين الأساسيين وعي حقيقي وهذا أمر يحتم على شركائها مراجعة طريقة التدخل لديهم.